ثقافةمقالات

في رحاب زيارة الأربعين… يا حسين النداء الذي هز القلوب…

في رحاب زيارة الأربعين… يا حسين النداء الذي هز القلوب…

بقلم الاعلامية السورية
شارلوت القاضي…
فرجال…news

أن تعيش التجربة ليس كما تسمع عنها، فكيف إن كانت تجربة من نوع خاص متفردة الطقوس وعالية السمو بروحانيتها..
هي تستحق أن يروى عنها حكايا وقصصا لا تنتهي في المحبة والعطاء، إنها زيارة أربعينية الإمام الحسين(ع) في كربلاء المقدسة في العراق.
كان لي شرف اللقاء والزيارة بعد حلم طال انتظاره، والحقيقة لم يكن لقاءً عاديّاً، سيبقى في ذاكرتي ما حييت ويستحق مني الحديث عنه دائماً وأبداً، وجمال اللهجة العراقية تطرب سمعك طول الطريق.. كل الهلا بيج يا زائرة الحسين، الله يساعدج، أهلا بضيوف الحسين، وطأتم أهلاً وحللتم سهلاً، تفضل ماء، عصير، أنواع الطعام المختلفة كل هذا وأكثر على طول الطريق. موائد المضيفين مفتوحة وممتدة من الصباح إلى الصباح، يتوسلون إليك أن تأكل شيئاً. هذا عدا عن استضافة ودعوات بعض الشخصيات التي ترغب بزيارة الأربعين.
زحف بشري ترتجف له القلوب فاق الـ 21 مليونا في حب الحسين، على قلب واحد وشعور واحد وهدف واحد وراية واحدة، رأيتهم مختلفين في جنسياتهم ولغاتهم ومتوحدين في حب شهيد الإنسانية، عقيدة راسخة وواحدة لا يكسرها قيظ الشمس ولا يثنيها تعب الطريق الطويلة،
شوق كبير يملأك طوال مسيرة المشاية، لتلقي السلام على أمير السلام، وإيمان عال بأن حاجتك لدى الحسين مقضية، وكلما اقتربت خطوة ازدادت دقات قلبك فرحاً بقرب اللقاء والدعاء.
طاقة كبيرة تدفعك للمسير أسرع نحو العتبات المقدسة وأنت مفعم بسيرة ومزايا وقصة استشهاد الحسين وأبي الفضل العباس علي الأكبر من خلال اللطميات التي تسمعها على طول الطريق.
لم يغب عن ذهن أولياء العتبات المقدسة مشقة الحر، حيث تمتد المراوح المحملة بالهواء الرطب على طول الطريق للتخفيف من الحرارة المرتفعة.
تصل صحن الحرم فترتفع روحانياتك سمواً بحب الحسين، قلوب تجهشع بالبكاء والدعاء من مختلف أنحاء العالم، رأيتهم من الهند والباكستان والصين وسورية ولبنان والبحرين وإيران ودول أخرى. جميعهم اتفقوا على حب الحسين والسير على نهجه في الإنسانية والمبادئ.
لا يمكنك أن تغفل الخدمات المقدمة من العتبتين العباسية والحسينية لتذليل كل الصعوبات أمام زائري الحسين. بدءا بالترحيب وحسن الضيافة والاستقبال والتواضع في تقديم وتسهيل الخدمة، وليس انتهاء بالمشاريع الخدمية للضيوف.
زيارة الأربعين مشهد يخلّد في الذاكرة لا يمكنك تخطيه أو نسيانه، مشهد يغير مفهوم الحج العادي ليرتقي إلى ملحمة ومدرسة في تعزيز القيم الإنسانية والروحانية كما هو نهج الحسين.
تجربة سأحرص على إعادتها لأجدد طاقة الروح عند من تسمو بذكره الروح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى