سياسةمقالات

دولة الفساد وفساد الدولة..

دولة الفساد وفساد الدولة..

بقلم حسن يونس العقابي…

فرجال..news

يشهد الواقع العراقي سنوات من التهميش والظلم وغياب الروح الوطنية والعدالة الاجتماعية في العملية السياسية , من تفش ٍ لحالة الفساد في جميع مؤسسات الدولة العراقية , وعلى مستوى عال ٍ جداً من المسؤولين بحيث قادة كتل تتأمر على قوت الشعب , كانوا في الأمس القريب يرفعون الشعارات الوطنية والدينية , اليوم يتفاجؤون بغزارة الاموال التي هم امناء عليها فانشغلوا بالمصالح الشخصية والمصالح الخارجية وتركوا مصالح الناس , سابقاً يقال :(اذا اردت ان تكون ملكاً فكن ضابطاً في الجيش العراقي) ام الآن اذا اردت ان تكون من اصحاب الشركات فكن برلمانياً , القصد هنا ليس الكل طبعاً ولكن الاغلبية لأنهم هم مصدر قرار الفساد الحاصل الآن , هذا واضح ايضاً من خلال اعترافاتهم الصريحة بان مال الشعب مغنم لهم ولا يوجد من يحاسبهم يضعون الامتيازات من خلال اصدار وتشريع القوانين التي تجيز لهم الاستيلاء على اموال الشعب والتطبيقات القانونية تعمل على القسم واعفاء القسم الاكبر بسبب الحصانة , لان السيد المحتل (امريكا) قسم السلطة والكعكة بينهم اذن يجب ان يعرف الجميع ان السبب الرئيس في الفساد يكمن هنا ! ومن لا يريد اخراج المحتل من العراق فهو فاسد بامتياز, أكيد كل فاسد لا يعنيه غياب الخدمات والتخبط الاقتصادي بكل اشكاله من ترد ٍ للكهرباء وتعطيل الصناعة والزراعة بشكل كبير والاعتماد على الاستيراد إضافة إلى قلة فرص العمل في القطاع العام والخاص , هذه الحالة تخلق توتر بين ابناء المجتمع الواحد وتبعث العداوة والبغضاء , الفساد الذي نخر الدولة والذي ينتشر في اعلى دوائر السلطة السياسية حيث يقوم القابضون على القرار السياسي باستعمال سلطتهم ونفوذهم في الانحراف بالسلطة الممنوحة لتحقيق مكاسب غير مشروعة , وهذا يعتبر خيانة الثقة لمن صوت من اجل تحسين الوضع العام في الانتخابات , وان الثمن الاكبر الذي يدفع عن ممارسة الفساد هو ذلك الذي يدفعه المجتمع بكامله الا هو انهيار الوطن نحو الهاوية . لم تستطع الحكومة العراقية ان تفرض سيطرتها الكاملة على الامن والاقتصاد في البلد ولم تُرس ٍ دعائم الدولة ازاء الدمار الذي حل بالاقتصاد العراقي , ولم ياخذ المواطن من الوطن شيئاً يذكر دائماً هو كان المضحي الى ان اصبح يبغض كل الساسة الذين خدعوه باسم الوطن والتدين , مساعدة الفقراء تتطلب تحويل الموارد العامة الى انشطة تصب في خدمة النمو الصحي والتربوي والصناعي والزراعي وهذا يحتاج الى اموال ضخمة لذا لا يحتل الانفاق لمصلحة الفقراء سوى ادنى مرتبة في سلم اولويات دولة الفساد . وهذا اكيد لا يصب في مصلحة فساد الدولة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى