ثقافةمقالات

نوح والحسين عليهما السلام مصداق الدرس الذي نواجه به الطغاة

إيحاءات قرانية : 52

بقلم د. شلتاغ عبود

فرجال..news

(فَأَجۡمِعُوٓاْ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَيۡكُمۡ غُمَّةٗ ثُمَّ ٱقۡضُوٓاْ إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ) يونس : 71

قرآن بطعم صوت الحسين ووعي الحسين :
عندما راى الامام الحسين اصرار الجيش الأموي على محاصرته ومحاربته ، ولم يكن لهم اي استعداد لفتح باب الحوار معه ، خاطبهم مستحضرا موقف نوح مع قومه عندما اصرّوا واستكبروا استكبارا ، وجعلوا أصابعهم في آذانهم خشية ان يسمعوا منه موعظة او حوارا ، فكان ان قال لهم كما قال نوح من قبل لقومه : (فعلى الله توكلت ، فأجمعوا امركم ….)
اي أعدّومركم وأحكموه واستجمعوا كل قواكم ، ولا تبقوا من قوتكم ومكركم شيئا ، ( ثم لا يكن امركم عليكم غمة ) اي اعملوا على مكانتكم بصراحة ووضوح دون خفاء ومؤامرات !
( ثم اقضوا الي ولا تنظرون )
ثم نفذوا قضاءكم وما أجمعتم عليه ، ولا تؤجلوه !
انه التحدي الصريح المثير ، الذي لايقوله قائل إلا وهو مالئ يديه من قوته ، واثق كل الوثوق من عدته ، حتى ليغري خصومه بنفسه ، ويحرضهم بمثيرات القول على ان يهاجموه ! فماذا كان وراء نوح من القوة والعدد ؟
لقد كان وراءه الركن الركين ، والرب العظيم ، الذي بصدق الايمان به والتوكل عليه ، تهون كل قوة ويذهب كل تحد !
ولقد كان الامام الحسين كذلك ،
وقف موقف نوح نفسه ، وتحدى الآلاف من الجند المدججين بالسلاح ، وهو الوحيد الا من التوكل على الله ، وتفويض الأمر
إليه .
والأمور بخواتيمها ، فكيف كان عاقبة قوم نوح : ( فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ خَلَٰٓئِفَ وَأَغۡرَقۡنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ ) يونس : 73
وان لم يحظ الحسين بالنصر في حياته ، ونزول العقاب على قومه ، فان دمه قد انتصر على السيف ، وان ذكره بقي مدى الأزمان والأجيال ، صادحا بالحق ، رافضا للظلم والظالمين ، وكان مصداقا لدعاء سيدنا إبراهيم ( وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ ) الشعراء : 84
انه درس قرآني مصداقه نوح والحسين (عليهما السلام) ، وكلاهما من شجرة واحدة ، توكلاً، وصبرا ومعاناة ، وحسن عاقبة في الدنيا والآخرة .
ونحن بفضل ذلك الموقف وذلك التحدي واجهنا العتاة والطغاة ، ونواجه اسرائيل وأمريكا اليوم بروح التحدي الذي أبداها نوح والحسين ، وصدق الله اذ قال : ( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ) الصافات: 173

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى