ثقافةمقالات

إذا لم يمارس المسلمون دورهم في التبليغ متجاوزين المنظور فيما حولهم من عقبات ، فلن يسود الإسلام بالأمنيات

ايحاءات قرانية

بقلم د. شلتاغ عبود

فرجال..news

 

(هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ)الصف:9

كيف ينتشر الإسلام ليعم الارض كلها بعد ان انتشر في المساحات المعلومة ثم توقف إلا فردا هنا او جماعة هناك ؟
هل سينزل الله سبحانه وتعالى إلى الارض ويبلغ بالإسلام بنفسه ؟ هل سيجبر الناس في الكرة الأرضية على الدخول في الإسلام ؟ ام ماذا ؟
سؤال ورد على خاطري في الوقت الذي ارى بعضنا يحجم عن التبليغ بالإسلام وأحكامه وأخلاقه وهو في مجتمع مسلم ، فكيف يبلغ به في المجتمعات الكافرة ؟
الإنسان المسلم اليوم يتخلى عن مسؤوليته في بيئته ، ويعد التبليغ في غيرها من البيئات ضربا من الخيال ، وينسى ان الإسلام انتشر في مناطق شاسعة من دون فتوح ، بل عن طريق التجار ، وهذه إندونيسيا وماليزيا والفلبين وبورما وتايلند وغيرها اليك مثالا .
فالحديث عن انتشار الإسلام عن طريق التجارة او السياحة او اقامة بعض المسلمين في ديار غير ديار الاسلام ، او عن طريق وسائل الاعلام التي جعلت من العالم قرية صغيرة ، فضلا عن الكتاب الفكري الذي مازال جزءا من الحوارات الحضارية الفردية والجماعية .
أقول إذا لم يمارس المسلمون دورهم في التبليغ متجاوزين المنظور فيما حولهم من عقبات ، فلن يسود الإسلام بالأمنيات ، فلابد من عمل دؤوب ، ويعضده توفيق الهي وتسديد . اما إذا تخلى كل مسلم عن التبليغ ولو بالقدر الذي يستطيعه ، فلن يكون اي توسع للاسلام ، ام تقول ان التجار الذين نشروا الاسلام كانوا فلاسفة او فقهاء او مجتهدين ؟ ان قدرا من المعرفة التبليغية ، وقدرا من السلوك المستقيم والقدوة الحسنة ، وقدرا من الأساليب الحركية كافية او ممهدة لايصال الاسلام إلى أقصى بقاع المعمورة .
نعم إذا تخلى المسلمون نهائياً عن الدعوة لدينهم والتبليغ برسالته محليا وعالميا ، وعجزوا وخلقوا الاف المثبطات وعوامل الفشل والإحباط ، فان انتشار الإسلام سيكون من خلال بشر غيرهم ، وقوم غيرهم ( … وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم)سورة محمد : 38
ان الله سبحانه وعد ووعده الحق ، اذ نسب إظهار الاسلام على الأديان كلها لذاته ، وانتشاره في الارض بتوفيقه الناس الذين يستحقون شرف هذا التوفيق ( ليظهره على الدين كله ) بضمير المفرد الذي يعود على الله سبحانه .
وسنعلم من الرابح غدا : القاعدون عن التبليغ بالإسلام ، ام القوم الذين سينذرون حياتهم للإسلام ممن سيختارهم الله ، وأنعم به من اختيار !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى