ثقافةمقالات

دلالة القرب والبعد عن الكفر في اربع اشارات..

بقلم..د.شلتاغ عبود

فرجال..news

إيحاءات قرانية : 34

(لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ)
ال عمران : 28
آية محاطة بكل ما يناسب أهميتها ، وما يناسب الرسالة التي تريد ان توصلها . فما قبلها حديث عن عظمة الله وقدرته على يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ، وانه يولج الليل في النهار ، ويولج النهار في النهار ، وانه يرزق من يشاء بغير حساب .
وجاء بعدها حديث عن علم الله بظاهر الأمور وخفيها ، وعلمه بما يعلن الإنسان وما يخفي من حب وكره وموالاة ظاهرة وخفية .
وبعد هذا التمهيد والإحاطة يوجّه الضوء الى المحذور ، ألا وهو موالاة الكفار .
وهو أمر مستغرب من جماعة مؤمنة محضت إيمانها لله ، ووالت الله ورسوله والمؤمنين ،
ولكن هذا ما حدث ! ونحن لا نتحدث هنا عن ملائكة ، ولكننا نتحدث عن بشر من لحم ودم ، وعن نفوس يعتريها ما يعتريها من ضعف ونسيان وغفلة وتقلب !
ونريد ان نلفت إلى صيغ التحذير من هذا الذي لا ينبغي ان يقع فيه مؤمن فردا او جماعة او دولة ، كيف لا والامر يتعلق بمصير الجماعة نفسها ، ومصير دينها ، لان في موالاة الكفار تمكينا لهم من رقاب المؤمنين ، وتمكينا لهم من استئصال شأفة المؤمنين ووجودهم .
اربع إشارات تحذيرية قوية :
الاولى : هذا النهي الجازم بلا الناهية ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء )
و الاشارة الثانية الحازمة ايضا ( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)، خشية ان يفكر مؤمن مجرد تفكير في موالاة كافر .
وجاء التحذير الثالث صادحا مباشرا ) ويحذركم الله نفسه )!
والرابعة (والى الله المصير )، ليعلم من يغشاه خوف من الكفار فيهرع إلى الاحتماء بهم ، من دون المؤمنين ، إلى اي مصير هو صائر ، إنه صائر إلى من إليه المصير !!
وليعلم الـحكام الذين أوغلوا في التبعية للكفار وموالاتهم حد التماهي معهم ونصرتهم على المؤمنين ، وعلى الدين نفسه ، اي مصير ينتظرهم عند من إليه المصير ( وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ) الشعراء : 227

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى