ثقافةمقالات

قليل من الصبر ، فالنصر قريب ، يلوح في الافق , الامور بخواتيمها

رسائل من القران…

بقلم…د. شلتاغ عبود

فرجال news

(حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ )يوسف : 110

الأمور بخواتيمها :
———————-
(قال بعضهم : معناه : حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم أن يصدقوهم وظنوا أن من آمن بهم من قومهم قد كذبوهم وارتدوا عن دينهم لشدة المحنة والبلاء عليهم واستبطاء النصر )(1).
يبذل الرسل كل جهد وكل وسيلة لايصال رسالات السماء ، ويتعرضون لأنواع من التكذيب والعذاب والاذى حتى يصل الأمر إلى التآمر والقتل … والرسل لايملكون الا سلاح الوعيد الالهي بنزول العذاب الماحق الأليم ، ويطول تحقيق الوعيد في بعض الأحيان مددا طويلة جدا ، وتضيق صدور الانبياء ، ويزداد المشركون شماتة واستهزاء ،حتى يصل الأمر الى اعتقادهم ان قومهم لم يعودوا يصدقونهم بوقوع العذاب لانه لم يقع في المنظور ، فيئسوا من إيمانهم ، كما ان قومهم قد اعتقدوا ان لن يقع عذاب !
في هذا الجو المشحون بالاضطراب والحزن : اقوام يكذبون رسلهم ولا يعتقدون بصدق ما يعدون ، ورسل يبلغ بهم اليأس من ان يتبعهم قومهم ، بل ان بعضا من اولئك الاتباع قد ارتد بعد ان طال امد الوعد و الوعيد …
في مثل هذه الاجواء الحرجة واللحظات المريرة على قلوب الانبياء ، ياتي النصر الخاطف للأنبياء ومن آمن معهم وصدقهم ، وياتي كذلك البأس الشديد والعقاب الماحق الأليم للمجرمين الذين أوغلوا في تكذيب الانبياء .
( …جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ)
تلك سنة الله في الدعوات ، لابد من الشدائد ، ولابد من الكروب ، حتى لا تبقى بقية من جهد ، ولابقية من طاقة (… حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ)(2). ثم يجيء النصر بعد اليأس …كي لا يكون النصر رخيصا ، فتكون الدعوات هزلا ، فلو كان النصر رخيصا لقام في كل يوم دعيّ بدعوة لا تكلفه شيئا ، ودعوات الحق لا يجوز ان تكون عبثا ولعبا ، فانما هي قواعد للحياة البشرية ومناهج ، ينبغي صيانتها وحراستها من الادعياء .
إن الرسل والدعاة الصادقون الواثقون لا يتخلون عن دعوة الله ،
ولو ظنوا ان النصر لا يأتيهم في هذه الحياة ! (٣).
وتلك رسالة لحملة الرسالات في الوقت الحاضر وفيما يلي من الأزمان ان يصبروا الصبر كله ، ويعانوا المعاناة كلها حتى ياتي نصر الله ولو تاخر …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى