اقتصادتقارير وتحقيقاتمنوعات

قصة نجاح الاكاديمي ورجل ألاعمال العراقي الناجح في الصين، د فاضل حربي.

فرجال…news

اعداد..سامي الجابري..

في صيف عام ۱۹۹٨، ويفضل المنح الدراسية التي تقدمها الصين لدول العالم ومنها العراق، حمل طالب الدكتوراه العراقي فاضل حربي الدليمي طموحه لنيل شهادة الدكتوراه، وتحقيق المزيد من التطور الأكاديمي من خلال الدراسة في الصين وحل ضيفا على بكين وتحديدا في جامعة تشينغهوا الصينية العريقة، ليبدأ مسيرة لم يكن هو شخصيا يتوقع أن تستمر لفترة تقارب عشرين عاما جاء مع عائلته، مفعما برغبة عارمة ليحقق تطورا أكاديميا يعود به إلى بلده المحاصر بمآسي العقوبات ثم مآسي الغزو الأمريكي، ليسهم في أي خدمة تنموية بمجال تخصصه، وبفضل جهودة والبيئة الدراسية المميزة في الجامعة المذكورة أعلاه، نال فاضل حربي الدكتوراه في تخصص الهندسة الإلكترونية،

في يناير ٢٠٠٤ ، الأمر الذي شكل نقطة انطلاق الطموحات أكبر. أحبت عائلته بكين وتأقلمت مع الحياة فيها، والتحق أولاده بمدارس عربية، وفي الوقت نفسه اهتمت العائلة بتعليم الأولاد اللغة الصينية، حرصا وإدراكا منها لأهمية اللغة الصينية في المستقبل يستذكر فاضل حربي تلك الأيام فيقول: كانت فرحتنا بنيل الدكتوراه كبيرة، وتعززت لدينا الرغبة في العودة لبلدنا المحتاج لكل جهد ممكن لدفع البناء والتنمية. وفي الوقت نفسه، شعرنا بالارتياح لحياتنا في بكين، ورأينا أن عادات الصينيين الشرقية لا تختلف كثيرا عن عاداتنا العربية، ووجدنا البيئة ملائمة للعيش. ودراسة الأولاد ونموهم، وكذلك العمل، فأثرنا البقاء في بكين.

السوق الصينية والطموح التجاري

في سنة ١٩٩٨، التي وصل فيها طالب الدكتوراه فاضل إلى الصين، كانت سوق الكومبيوتر في تطور جياش، وسوق الصين حيوية بدرجة جذابة جدا، الأمر الذي شجع هذا الأكاديمي الطموح في المجال التجاري، ليحاول في سوق الإلكترونيات وأدوات الكومبيوتر المطلوبة في السوق العراقية. يقول الدكتور فاضل: “كانت جامعة تشينغهوا قريبة من وادي السليكون الصيني النشيط والمليء بكل شيء يخص سوق الإلكترونيات التي كنت شغوفا بها، وأتلهف لأرى وأحاول شيئا ما، وبدأت بشراء ما خف وزنه وزادت أهميته وقبلت قيمته، ثم أرسله بالشحن البريدي إلى العراق، وكانت عملية صعبة بسبب الظروف الصعبة للعراق حينئذ، ولكنها تستحق تكرار المحاولات وبفضل الجهد الحثيث، تطورت أعمال هذا التاجر الأكاديمي الطموح من مجرد شراء مواد صغيرة لا يتجاوز إجمالي وزنها ٢ كغم في البداية، لاحتياجات سوق الكومبيوتر إلى مشتريات أكبر، ثم التوسط في صفقات حتى تكللت جهوده عام ٢٠٠٥ بتأسيس شركة استيراد وتصدير مواد إنشاءات ومكائن ومعدات وخطوط إنتاج وغيرها، إلى

لأن الجميع قد تشجع للمزيد من الخطوات المفيدة بفضل المناخ الناجم عن ذلك الإطار الفعال للتقارب بين الجانبين العربي والصيني. ومن خلال وجودي في الصين ومن خلال آراء أصدقاء ورجال أعمال عراقيين وعرب آخرين نلمس إمكانيات السوق الهائلة ودورها في حفز التنمية الاقتصادية بالصين وتأثيرها الإيجابي عربيا وعالميا. ونشعر بالعامل الحيوي للعلاقات التاريخية الودية بين العرب والصينيين منذ قديم الزمان أيام طريق الحرير الذي ربط الجانبين عبر علاقات ودية وتجارية مثمرة. هذه الخلفية التاريخية الودية تساعدنا فعلا في وجودنا بالصين وفي التعامل مع الناس هنا. ولكن سوق العمل التجاري الحالية تتطور وتتطلب المزيد من الجهد الواقعي. يضيف الدكتور فاضل رجل الأعمال العراقي الناجح: السوق الصينية هائلة تشبه عالما متكاملا، وتوفر مواد وسلعا جيدة النوعية ومقبولة السعر والتسهيلات الجمركية الحديثة مشجعة وطرق النقل بكل أنواعها حديثة ومضمونة ولكن هذا لا يعني عدم وجود صعوبات، حيث أثبتت التجربة أنه لا يمكن تحقيق نتيجة بدون تعب وجهد وتأقلم مع المستجدات. السوق الصينية تواكب التطورات والتحديات والظروف داخليا وخارجيا، وتتكامل مع العالم، والاعتمادية تتزايد والتأثيرات تفرض نفسها، وهذا ما شهدناه منذ الأزمة المالية العالمية عام ۲۰۰۸ وما تلاها من تباطؤ للاقتصاد العالمي الذي يلقي بظلاله على معظم اقتصادات العالم، نشعر بألم ونحن نرى عدم الاستقرار بمنطقتنا التي هي في أمس الحاجة للاستقرار باعتباره الأساس لأي خطوات تنموية. الشيء الإيجابي هنا هو حيوية السوق الصينية الكبيرة والسياسات الداعمة لتوفير بيئة جيدة للاستثمار والعمل التجاري، ولذلك نرى ونحن هنا في الصين أن السوق الصينية مازالت جاذبة أساسية للاستثمار من كل العالم.

فرص وتحديات

قصة نجاح رجل الأعمال العراقي الدكتور فاضل حربي تشير إلى أهمية معرفة الطريق الأنسب لاستغلال الفرصة المواتية ومعرفة الأنسب للسوق المستهدفة. يقول الدكتور فاضل: “في البداية، كان علي أن أوازن بين الدراسة التي تأخذ جل وقتي، وبين العائلة وبين مساعي العمل التجاري. لذلك، كان لا بد من التركيز على المواد الصغيرة حجما ووزنا، ولكنها مطلوبة تماما في العراق. بعد ذلك، رأيت أن العراق يمر بمرحلة بناء وهذا يعني الحاجة الماسة للمواد الإنشائية وفعلا كان إدراكي صائبا، وتطورت المساعي الأعمال ناجحة تماما. في الوقت نفسه، يرى فاضل أن التحديات قائمة فعلا بتأثير من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وبسبب الارتفاع المتواصل لأسعار معظم المواد ومنها الصناعية، ولاسيما ارتفاع الأسعار بقطاع السكن. ويقول: نعيش هنا منذ سنوات . عديدة، ونتأقلم مع أوضاع السوق، ونسعى المواجهة التحديات بكل ما نستطيعه لتستمر عجلة حياتنا وعملنا بالتحرك. ومع التحديات هناك فرص تولد من مساعي الصين في التحديث والبناء التكنولوجي، وقطاع الخدمات، واستراتيجية الحزام والطريق كل إنسان مكافح يمكنه أن يستفيد من كل من التحديات والفرص.

هذه التجربة تستحق الإعجاب فعلا، وهي مثال واضح لما يمكن تحقيقه في سوق يصفها الكثيرون من رجال الأعمال والتجارة العرب، بأنها هائلة الفرص. لم تتوقف جهود الدكتور فاضل عند حد معين، بل استمر بطموحه وجهده وسعيه لتحقيق المزيد، وها هو يسعى لتأسيس نواة شركة أخرى في مدينة شيامن يديرها نجله، ويرى أنه طالما أن الفرص قائمة فلا بد من السعي نحوها حتى وإن كان الطريق إليها صعبا، ويوضح فكرته بهذا الصدد قائلا: في عالم اليوم التحديات والصعوبات قائمة، والمنافسة شديدة، ولا بد من بذل الجهود لتأكيد الذات وتحقيق ثمار نافعة لنا وللآخرين. سعادتي بالدكتوراه كبيرة، وسعادتي باقتران النجاح الأكاديمي بالنجاح التجاري، لا توصف. الطموح والعزيمة هامة جدا، والأهم هو أسس إمكانيات التحرك في سوق حيوية واعدة مثل الصين.

الأسواق العراقية وبعض الأسواق العربية كانت البداية متواضعة والإمكانيات محدودة وتولى الدكتور فاضل العمل بمفرده في الصين، وعاونه بعض أقاربه بالعراق ولكن الجهود الدءوبة والبحث في مصادر قطاعات الصناعة والتجارة بالصين ذات الإمكانيات الهائلة، والعلاقات الواسعة مع القطاعات المعنية بالصين وفي العراق والشرق الأوسط، وبفضل مساع استمرت لنحو عشر سنوات، تطورت الشركة فبلغ عدد العاملين فيها بحلول عام ۲۰۱٦، خمسة من المحليين الصينيين بشكل دائم في مقرها ببكين إضافة إلى سبعة عشر عاملا آخر بأجر يومي يعملون في مدن الصين الأخرى، حيث يتابعون تعاملات الشركة ومختلف نشاطاتها التجارية مثل فحص البضائع والجرد ومتابعة تنفيذ العقود وعمليات الشحن الخ. وبلغ رأس مال الشركة خمسة ملايين دولار أمريكي، إضافة إلى رصيد ناجح بتنفيذ المئات من العقود مع المنتجين بالقطاعات

الصناعية في الصين. يقول الدكتور فاضل: كنت أتواصل مع الناس في العراق وأشجعهم على التعامل مع السوق الصينية لأنها حيوية ومشجعة على العمل التجاري الذي يحقق الفائدة الفعلية، وأن هناك تسهيلات مميزة فعلا وحتى الصعوبات الناجمة يمكن تذليلها بالجهد والتعاون ويرى رجل الأعمال العراقي أن الظروف الاقتصادية والتجارية أضحت عرضة لتحديات تظهر بين حين وآخر تتعلق بشروط تجارية متغيرة، إضافة إلى التغيرات الحاصلة في سوق صرف العملة الصينية والعملة الرئيسية الأخرى وهي الدولار الأمريكي، وما يسببه هذا من ارتفاع الأسعار المواد الأولية. ويضيف هناك صعوبات تواجهنا عند التصدير منها عدم وجود مقاييس صينية عالمية يمكن اعتمادها وفرضها على المصانع، ليكون المنتج معتمدا وسهلا في التصدير. استغل خبرتي الأكاديمية وتجربتي التجارية، ومعي…

الأسواق العراقية وبعض الأسواق العربية. كانت البداية متواضعة والإمكانيات محدودة وتولى الدكتور فاضل العمل بمفرده في الصين، وعاونه بعض أقاربه بالعراق. ولكن الجهود الدءوبة والبحث في مصادر قطاعات الصناعة والتجارة بالصين ذات الإمكانيات الهائلة، والعلاقات الواسعة مع القطاعات المعنية بالصين وفي العراق والشرق الأوسط، وبفضل مساع استمرت لنحو عشر سنوات، تطورت الشركة فبلغ عدد العاملين فيها بحلول عام ۲۰۱٦، خمسة من المحليين الصينيين بشكل دائم في مقرها ببكين إضافة إلى سبعة عشر عاملا آخر بأجر يومي يعملون في مدن الصين الأخرى، حيث يتابعون تعاملات الشركة ومختلف نشاطاتها التجارية مثل فحص البضائع والجرد ومتابعة تنفيذ العقود وعمليات الشحن الخ. وبلغ رأس مال الشركة خمسة ملايين دولار أمريكي، إضافة إلى رصيد ناجح بتنفيذ المئات من العقود مع المنتجين بالقطاعات

الصناعية في الصين. يقول الدكتور فاضل: كنت أتواصل مع الناس في العراق وأشجعهم على التعامل مع السوق الصينية لأنها حيوية ومشجعة على العمل التجاري الذي يحقق الفائدة الفعلية، وأن هناك تسهيلات مميزة فعلا وحتى الصعوبات الناجمة يمكن تذليلها بالجهد والتعاون. ويرى رجل الأعمال العراقي أن الظروف الاقتصادية والتجارية أضحت عرضة لتحديات تظهر بين حين وآخر تتعلق بشروط تجارية متغيرة، إضافة إلى التغيرات الحاصلة في سوق صرف العملة الصينية والعملة الرئيسية الأخرى وهي الدولار الأمريكي، وما يسببه هذا من ارتفاع الأسعار المواد الأولية. ويضيف: هناك صعوبات تواجهنا عند التصدير منها عدم وجود مقاييس صينية عالمية يمكن اعتمادها وفرضها على المصانع، ليكون المنتج معتمدا وسهلا في التصدير. استغل

خبرتي الأكاديمية وتجربتي التجارية، ومعي

بعض المهتمين بهذا الأمر، لنعمل حاليا على تطوير مثل هذه الأنظمة خدمة لأعمالنا وتطوير معايير الصادرات بشكل يضاهي المعايير العالمية، بما يخدم مصلحة جميع الأطراف، ومن خلال عملي وتعاملاتي، ألمس أن حيوية السوق الصينية عامل حاسم يحرك الأمور للأحسن والأكثر تفاؤلا، ويشجع على الاستمرار في العمل.

العلاقات العربية – الصينية حافز مشجع جدا

من محاسن الصدف أن عام ٢٠٠٤ الذي حصل فيه فاضل على الدكتوراه، هو نفس العام الذي تم فيه إنشاء منتدى التعاون الصيني – العربي، وهي خطوة كبيرة محفزة للتعاون الاقتصادي والتجاري بكل أنواعه، وتنظيم علاقات العمل بين السوق الصينية والأسواق العربية. وعبر الدكتور فاضل عن رأيه قائلا: “علاقاتنا مع قطاعات العمل بالصين تأثرت إيجابيا بهذه الخطوة

المصدر..الصين.. اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى