تقارير وتحقيقاتمقالاتمنوعات

اهم العمليات التكاملية للعباد يحددها السيد الصدر وفق منظور القران بالنور والظلمات.

قراءة تحليلية…سامي الجابري…

ارض النخيل…نيوز…..

بنظرة تحليلية لتغريدة سماحة السيد مقتدى الصدر ، وهي التغريدة  الاخيرة  ،  التي شرع بها  مبحرا في عالم التفسير تارة  ، وفي عالم الاستنباط تارة اخرى  ، مستلا من القران الكريم روح المعنى الهادف في النص  ،  حيث يفكك الصدر الايات الكريمات  ، فكانه يريد  القول بان النصوص القرانية  تعالج اهم  ما يعترض الانسان في حياته العملية خشية على العبد ان يتعثر او ان يقع في مطبات مزالق الحياة فيكدح كي يصل الى معنى الانسانية الحقيقي.

تناول الصدر مفهوم النور والظلمة كرموز للخير والشر  ، وذكر وفق تشخيصه ، بإن الظلمات تمثل مقام الشر أو الدنو من الشر  .. وأما النور حدزه برمزية  الخير والعلو.

ويستنتج من ذلك مراحل التكامل التي ينبغي للعبد السعي لخوض غماراتها التي تعتريه بالوان شتى  ، فهي عملية تكاملية للوصول الى عمق الحقيقة  ، وهذا ما سيتبين في المعنى القادم الذي سيشير اليه السيد الصدر   ،  فيلفت عناية المتلقي بان  هناك موارد  في القران الكريم يستطيع  العبد بها  الخروج من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام  ،  أو من ظلمات الجهل إلى نور العلم  ،  أو من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة  ،  أو من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد   ، أو من ظلمات سوء الخُلُق إلى نور مكارم الأخلاق  ،  بحسب مايشير..

ويريد سماحة السيد الصدر  بان نلتفت الى كل مورد من هذه  المفاهيم فكانه يريد الاشارة بان لهذه الموارد  عالمها  الخاص  ، سواء في الجحود قبال نور الولاية، او  الجهل قبال العلم  ،  او الشرك  قبال التوحيد  ،  او  سوء الخلق قبال كرم الاخلاق  ، فكل واحد من هذه  العناوين  له  متعلقاته وقوانينه وتصنيفاته  التي ينبغي ان لا  تغيب  عن العبد كي يتكامل  ،  بل من  الضروري التعرف عليها  اذا مااراد الوصول….

ويدخل السيد الصدر الى عمق المعنى بمثال الاية الكريمة  ( الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور  ، والذين كفروا اولياؤوهم ،  الطاغوت يخرجونهم من  النور  الى الظلمات أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

رافعا قدر مايستطيع عن الاية الكريمة كل يعتري  اللبس والخلط الذي قد يعرض على الانسان  فيطرح وجه نظره  الثاقبة المحلقة في استنباط المعنى  ، فيقول  :  إلا إننا ينبغي أن نلاحظ بأن الخروج من الظلمات إلى النور منسوب إلى المؤمنين لا إلى المشركين والكافرين.

ويربط السيد الصدر معنى مايهدف اليه النص بالمؤمنين   ، فيريد القول  بان اسقاطات المعنى متعلق باصحاب العقيدة الايمانية الذين انتقلوا بايمانهم الى مراحل متقدمه   ،  ويريد ان يقول ايضا  ما  دام هؤولاء مؤمنين اذا هم  خارجين  عن اي معنى للشرك بالله  فيستبعد الصدر  أن يكون المقصود منه الخروج من ظلمات الشرك أو الكفر إلى نور الإسلام أو الإيمان.. 

وذكر السيد  مقتدى الصدر  محذرا ومنها  : فلا يتصور أن يخرج الذين آمنوا بعد إيمانهم من الشرك أو الكفر إلى نور الإيمان أو الإسلام.. فهم مؤمنون بادئ ذي بدء إن جاز التعبير.بحسب مايشير

ثم يستنبط  مقصد  الاية بحسب فهمه بانها تريد  إخراج المؤمن من  ظلمات وهم الظاهر إلى نور حقيقة الباطن والمعرفة المتعالية. فما هي ظلمات وهم الظاهر  في تصور السيد الصدر؟؟

تعالوا نتعرف على ذلك.من خلال مادون في تغريدته المشبعة بروح الايمان واللمسات العرفانية لو صح التعبير…حيث يحدد المسار المتطور في التكامل النوري البشري  بالشخصيات البطولية  التي مثلت الاسلام اكمل تمثيل بتكاملها النوراني  ، فاصبحت مثال واسوة وقدوة  للقاصي والداني   ، فبمقدار جوهر النبي واهل بيته الكرام  المتكامل زادهم الله سبحانه  طهرا ورفعة  ، فيؤكد السيد

بان من أهم وأعلى وأجلى الحقائق الباطنية هي: الحقيقة المحمدية) بأنوارها الخمسة وإشراقاتها الساطعة وفيوضاتها اللامعة،  في اشارة للنبي الخاتم ولال بيته الكرام  حيث يصفهم بانهم الكنز المكنون في اللوح المحفوظ الذي لا يمسه إلا المطهرون، كما في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ .. لا يَمَسُّهُ إِلَّاالْمُطَهَّرُونَ.. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ). والمطهرون من طهرت نفوسهم وأرواحهم، فكانوا في عليين وما أدراك ما عليون، كما في قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ.. وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ.. كِتَابٌ مَرْقُومٌ .. يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ).

في النص الذي ذكرناه انفا  ، حول الحقيقة المحمدية العلوية الفاطمية الحسنية الحسينية  ،  ينقل سماحة الصدر ذهنية المتلقي في  الاية التي تتحدث عن النور والظلمات  الى معنى متقدم ومتطور في الفهم الى عالم المثال المرتفع للنور  ، فيريد لنا الفهم والوصول الى معرفة شيئا مهم  ، وهو  لا يمكن للعبد التكامل في مراحله الايمانية المتقدمة  بفهمه الخاص او من خلال تجارب مستورده  ،  وكأنه يريد القول بان اي سعي للتكامل  لا يمكن ان يتحقق من دون معرفة الحقيقة المحمدية والعترة النبوية   والسير على خطى تلك الحقيقة في السلوك العملي الذي تركته العترة الطاهرة..فهم الاسوة والقدوة..

ويواصل الصدر بابحاره  في النصوص الوحيانية  ،  التي تتحدث عن مفاهيم متنوعة  حول ( النور)  محاولا تقريب الصور  والمعاني المتوالدة لفلسفة النور  ومتعالقاتها  في التكامل وفي الاسوة والمثال والجعل الرباني  ومن ثم الطهر المتعلق بالتكامل  في اية اخرى وهي…

( لا يمسه الا المطهرون)   فيقيد النور بالطهر  ،  فلا يمكن للنور الايماني ان يتكامل ويتحقق ويترسخ في الانسان   من دون  مجاهدة النفس والتطهر من الدرن وشوائب الذنوب  والورع عن محارم الله   فهو الخوف الشديد من الذنوب …فيقتبس السيد من من تحف الايات اجملها وكل اياته جميله، فاية ( لايمسه الا المطهرون)  هي من خصائص ال بيت النبي ص. لا يمسه اي لا يصل عمق بواطن القران الكريم الذي لاتنقضي عجائبه الا  من هو في اعلى درجات الطهر….حيث تجلت انوارهم بالطهر 

فيقول السيد  الصدر  : نعم لا يمسه إلا المطهرون ولا يشهده إلا المقربون. فالنور، هو النور المحمدي العلوي الفاطمي الحسني الحسيني.. فأتم الله بهم بعد الرسالة والتنزيل دينه وأكمله.. فقد قال تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ).

نعم يا أهل القرآن قد جاءكم الرسول من الله بنور وكتاب مبين، أي القرآن والولاية لأهل البيت عليهم السلام، ليهدي به الله من يشاء من عباده، كما في قوله تعالى: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) وما الصراط إلا صراط علي أمير المؤمنين: ف صراط علي حق نمسكه) فأخرجنا الرسول بهم بأمر من الله تعالى من الظلمة…

فمن دون انوار ال البيت الذين جعلهم الله سبحانه مثالا لكل عبد منيب يبحث عن السعادة والتكامل الايماني والاخلاقي والباطني فيصل الى سبل السلام.. أي الإسلام المحمدي الحقيقي. فهو جل جلاله السلام المؤمن المهيمن.. وما الحقيقة المحمدية إلا شعاع وفيض متدفق  يقتبس العالم منه  ، فبمقدار ما يتم التقرب به من العترة  مقدار ما يرتقي الانسان به في نفسه..

ويختم سماحة السيد مقتدى الصدر  كل هذه المعاني التي تحدث بها بالقول  كل  فيوضات النبي  وعترته  الطاهرة ماهي الا  رشحات الاسلام الحقيقي الخالد و المهيمن على أهل الأرض والسماء. ويستدرك  مع هذه العظمة البشرية التي تمتعت بها انوار اهل البيت في عملية التكامل  للعباد  في الاسوة   ، ذلك  مشروط بأن لا يكون هذا  النور حجاباً بحيث يصل بالانسان الى  الغلو فيهم.. فحجب النور لاتزول ولا تضمحل إلا بالظلمة والتسافل…

فما اروعها من قبسات ورشحات ايمانية بهذا الشهر الفضيل ونحن نعيش اجواءه التي لا تتكرر الا شهر واحد في العام  ، فالزمن المتعلق  بشهر رمضان هو زمن له خصائصه الكونية في التغيير والاصلاح  ، وكيف لا  وفيه ليلة تعادل اكثر من عمر انسان حيث تتنزل العطاءات الربانية مغلقة بالكرم لمن تقرب باخلاص….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى