ثقافةمقالات

اللغة العربية وغربة الألفاظ

علي زويد

ارض النخيل…نيوز


 
تعد اللغة العربية من بين اللغات الغنية بالمفردات والمصطلحات التي تعكس تاريخاً ثقافياً وتطوراً حضارياً طويلًا،فهي لغة متجددة وحيوية، ومعبرة عن معاني المتكلم والمتحدث، حيث من خلالها يمكن ايصال ما تريد ايصاله للمتلقي بيسر وسهولة دون عناء وتكلف، وقد بلغت اللغة العربية الذروة من حيث المكانة وهي تجري مع ركب الحضارة والعلوم  جنباً الى جنب،  وما نريد قوله بأن اللغة العربية في عصرنا الحاضر تعيش غربة في المفاهيم والألفاظ ولا نجد من يحرك ساكناً  لإنقاذها أو تلافي الخلل الموجود فيها لأن اللغة العربية لها مقاييس وموازين  من خلا لها يعرف الخطأ من الصواب واستعمال الالفاظ والمفردات والعبارات في  محلها اللائق دون ايهام المستمع والقارئ.
والمقصود بظاهرة ( غربة الألفاظ) هي ظاهرة تتعلق بتبني الكلمات والمصطلحات الأجنبية في العربية، سواء كانت من اللغات الأوروبية أو الإنجليزية أو من أي لغة أخرى.
ويمكن أن نرجع غربة الألفاظ في اللغة العربية نتيجة عدة عوامل، منها الاتصال الثقافي والتبادل اللغوي مع الشعوب الأخرى، فقد تأثرت اللغة العربية بشكل كبير بالعديد
من اللغات والحضارات التي تعاملت معها عبر العصور ومنها الفارسية والتركية والإنجليزية، وذلك نتيجة للتواصل الثقافي والتبادل التجاري والفكري.
كما أن التطورات التكنولوجية والعلمية لها دور كبير في إدخال مصطلحات ومفاهيم جديدة إلى اللغة العربية، وهو ما يسهم في زيادة غرابة الألفاظ. فمثلاً، تظهر الكلمات الفنية والعلمية والتقنية التي تم اقتراضها من اللغات الأخرى في اللغة العربية، ومن ثم تتأقلم معها وتصبح جزءاً منها.
وقد يشعر البعض بأن غربة الألفاظ تؤثر سلبًا على اللغة العربية وتفقدها هويتها الأصلية، ولكن في الواقع، العربية لغة حية وقادرة على استيعاب المصطلحات والمفردات الجديدة من أجل تلبية احتياجات المجتمع الحديث هذا من جهة،
ومن جهة أخرى، يمكن أن تكون ظاهرة غربة الألفاظ فرصة لإثراء اللغة العربية.
فإن اللغة العربية تتميز بتفرد بعض الكلمات والتعابير التي تعبر عن مفاهيم وقيم خاصة بالثقافة العربية.
إن فهم غربة الألفاظ في اللغة العربية يسهم في فهم تطورها وتأثير العوامل الخارجية عليها، ويعزز الوعي بثراء هذه اللغة وتنوعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى